عزيزي الزائر للأسف تم إغلاق المدونة , يمكنك زيارتنا على الموقع الجديد إضغط هنا

الجمعة، 18 سبتمبر 2015

حديث الرايات السود

تخريج حديث طلوع الرايات السود مِنْ قِبَلِ المشرقِ :
أخرجه ابن ماجه (4084) , والبيهقي في " دلائل النبوة " 6/515 ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " 34/194 , الحاكم 4/463 :
من طريق خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء الرحبيِّ ، عن ثوبانَ ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يَقْتتَلُ عندَ كَنْزِكم ثَلاثةٌ ، كلُّهم ابنُ خليفةٍ ،
ثمَّ لا يَصيرُ إلى واحدٍ مِنْهم ، ثمَّ تطلُعُ الرَّاياتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ المشرقِ ، فيقتلونكم قتلاً لم يُقْتَله قومٌ )) ثمَّ ذكرَ شيئاً لا أحفظُهُ ، فقال : (( فإذا رأيْتُمُوه فبايعُوهُ
ولو حَبْواً على الثَّلْجِ ، فإنَّه خليفةُ اللهِ المهديُّ )).
وهذا إسناد صحيح .
قال البزار رحمه الله :
" وهذا الحديث قد روى نحو كلامه من غير هذا الوجه بهذا اللفظ ، وهذا اللفظ لا نعلمه إلا في هذا الحديث ، وإن كان قد روي أكثر معنى هذا الحديث ، فإنا اخترنا هذا
الحديث لصحته ، وجلالة ثوبان ، وإسناده إسناد صحيح " .
وقال الحاكم : "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين "، ووافقه الذهبي  .
وقال ابن كثير في ((النهاية)): تفرد به ابن ماجه , وهذا إسناد قويٌّ صحيح .
وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة": "هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات".
وصححه القرطبي في ((التذكرة في أحوال الآخرة))
وقال الشيخ الألباني في ((الضعيفة))(85): "وقد ذهل من صححه عن علته، وهي عنعنة أبي قلابة، فإنه من المدلسين ...!", واستنكر الشيخ أيضا زيادة "خليفة الله المهدي "
بقوله: "وهذه الزيادة خليفة الله ليس لها طريق ثابت، ولا ما يصلح أن يكون شاهدا لها، فهي منكرة ".
قلت :أما إعلال الشيخ رحمه الله تعالى الحديث بعنعنة أبي قلابة , فجوابه :أن عنعنة أبي قلابة لاتقدح بصحة الحديث فقد ذكره الحافظ في الطبقة الأولى من المدلسين
وهم مَنْ لم يوصف بالتدليس الا نادرا كيحي بن سعيد الأنصاري
وقال الحافظ : " وصفه بذلك -أي:بالتدليس -الذهبي والعلائي !".
وقال أبوحاتم الرازيَّ كما في " الجرح والتعديل " لابنه 5/68 (268) : (( أبو قلابة لا يعرف له تدليس )) .
فأنت ترى أن أباحاتم صرح بعدم معرفته التدليس عنه، ولم أقف على أحد وصف أباقلابة بالتدليس من المتقدمين , ولم يصفه بالتدليس إلا الذهبيُّ والعلائيُّ فيما وقفت عليه
من كلام العلماء ، وإنَّما ذهبا إلى ذلك ؛ لأنَّه كان يحدّث عن بعض مَن لم يلقهم بصيغة محتملة ، لذا قال الذهبيُّ : (( يدلس عمن لحقهم ، وعمن لم يلحقهم )).
وأبوحاتم الرازي لايصف أحداً بالتدليس ، إلا إذا حدّث ، عمن لقيه وسمع منه ، ما لم يسمعه منه بصيغة محتملة , أما إذا حدّث الراوي بصيغة محتملة عمن لم يلقه بل عاصره
 فقط فهذا عنده مرسل ولا يسمي ذلك تدليساً , لذا قال الحافظ  في "التهذيب" 5/202 (3444) معلقاً على كلام أبي حاتم : (( وهذا مما يقوي من ذهب إلى اشتراط اللقاء في
التدليس ، لا الاكتفاء بالمعاصرة )) .
إذاً ، أبو قلابة على مصطلح أبي حاتم في المدلسين ، ممن لم يعرف عنه التدليس ، أي أنَّه لا يعرف عنه أنَّه يحدث عمن سمعه ولقيه ما لم يسمع منه ، وبما أنَّ روايته
هنا كانت عن أبي أسماء الرحبيِّ ، وقد حدث عنه في غير ما حديث مصرحاً عنه بالسماع ,فقد روى أبو داود في " سننه " (2367) حديثاً من طريق شيبان قال : أخبرني أبو قلابة :
أن أبا أسماء الرحبي حدثه : أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره...الحديث  , فأبو قلابة قد لقي أبا أسماء وسمع منه ، لذا هو لا يدلس عنه ، إنَّما هو يرسل
عمن لم يلقه ولم يسمع منه ، لذا فعنعنته عن أبي أسماء الرحبي محمولة على السماع , خصوصاً وأنَّ روايته عن أبي أسماء بصيغة العنعنة هي في " صحيح مسلم ", وقد قال
الحافظ في ترجمته من ((التقريب)):"ثقة فاضل , كثير الإرسال". وهذا الإسناد ظاهر الصحة, وقد صحّحه الحفاظ كما تقدم وحاشاهم أن يذهلوا عن هذه العلة وخصوصا أن الحافظ
الذهبي وافق الحاكم على تصحيحه وهو الذي وصف أباقلابة بالتدليس ! .
وله شاهد آخر من حديث عبدالله بن مسعود :
أخرجه ابن ماجه (4082): من طريق يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال:
 " بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل فتية من بني هاشم فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم اغرورقت عيناه وتغير لونه قال فقلت ما نزال نرى في وجهك شيئا
نكرهه فقال إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير
فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطا كما ملئوها جورا فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على
الثلج".
وهذا إسناد ضعيف لأجل يزيد بن أبي زياد .
قال الشيخ الألباني في ((الضعيفة))(85): " وإسناده حسن بما قبله - يعني :حديث ثوبان- فإن فيه يزيد بن أبي زياد وهو مختلف فيه فيصلح للاستشهاد به ، وليس فيه أيضا
 ذكر خليفة الله ولا خراسان، وهذه الزيادة خليفة الله ليس لها طريق ثابت، ولا ما يصلح أن يكون شاهدا لها، فهي منكرة كما يفيده كلام الذهبي السابق، ومن نكارتها أنه لا يجوز
في الشرع أن يقال: فلان خليفة الله، لما فيه من إيهام ما لا يليق بالله تعالى من النقص والعجز، وقد بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فقال في " الفتاوى "
(2 / 461) :
وقد ظن بعض القائلين الغالطين كابن عربي، أن الخليفة هو الخليفة عن الله، مثل نائب الله، والله تعالى لا يجوز له خليفة،ولهذا قالوا لأبي بكر: يا خليفة الله! فقال: لست
بخليفة الله، ولكن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسبي ذلك بل هو سبحانه يكون خليفة لغيره، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في
الأهل، اللهم اصحبنا في سفرنا، واخلفنا في أهلنا "، وذلك لأن الله حي شهيد مهيمن قيوم رقيب حفيظ غني عن العالمين، ليس له شريك ولا ظهير، ولا يشفع أحد عنده إلا بإذنه،
والخليفة إنما يكون عند عدم المستخلف بموت أو غيبة، ويكون لحاجةالمستخلف، وسمي خليفة، لأنه خلف عن الغزو وهو قائم خلفه، وكل هذه المعاني منتفية في حق الله تعالى، وهو
 منزه عنها، فإنه حي قيوم شهيد لا يموت ولا يغيب ... ولا يجوز أن يكون أحد خلفا منه ولا يقوم مقامه، إنه لا سمي له ولا كفء، فمن جعل له خليفة فهو مشرك به".
قال الحافظ ابن كثير في ((النّهاية في الفتن والملاحم)) (1/49) :
" وهذه الرايات السود ليست هي التي أقبل بها أبو مسلم الخراساني فاستلب بها دولة بني أمية في سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، بل رايات سود أخر تأتي بصحبة المهدي ، وهو
 محمد بن عبد الله العلوي الفاطمي الحسني رضي الله عنه ، يصلحه الله في ليلة ؛ أي : يتوب عليه ويوفقه ويفهمه ويرشده ، بعد أن لم يكن كذلك ، ويؤيده بناس من أهل المشرق
ينصرونه ويقيمون سلطانه ويشدون أركانه ، وتكون راياتهم سوداء أيضاً " .

منقول عن الشيخ حسن التمام




ربي اغفر لي

ربي اغفر لي

اللهم اعف عني

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

جميع الحقوق محفوظة لمدونة تجريبية 2014